إن تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال واليافعين تعتبر من أهم المهارات التي يحتاجها أبنائنا في هذه المرحلة العمرية وذلك لما لها انعكاس كبير في رسم ملامح شخصيتهم مستقبلا. إن تنمية هذه المهارات تقوم على ثلاث مرتكزات تكمل بعضها البعض:
أولا: توفير البيئة الأسرية الداعمة
تعزيز الثقة لدى الأبناء تتطلب وجود بيئة داعمة في الأسرة، فإشعار الطفل بالأهمية وتكليفه ببعض المهام التي تتناسب مع عمره تعزز الثقة بالنفس لديه. كما أن تشجيع الطفل عبر تقدير ما قام به من أفعال إيجابية أيضا عامل مهم في هذا الجانب.
إن هذه المسؤولية لا تقتصر على الأسرة فقط، فللمدرسة دور مهم ومكمل في هذا الجانب. فالمسؤولية عظيمة على المدرسين فبكلمة واحدة ممكن رفع أو تحطيم ثقة الطالب خاصة إذا كان ذلك أمام الآخرين
وهنا أود لفت انتباه أولياء الأمور إلى خطورة استخدام أسلوب المقارنات فبدلا من أن تكون أداة تحفيز قد تتحول إلى تثبيط وتقليل العزة مما ينعكس سلبا على الثقة بالنفس
ثانيا: تنمية المهارات الحياتية
من العوامل التي تساهم في تعزيز ثقة الطفل بذاته تزويده بالمهارات الحياتية التي تمكنه من التعامل مع المواقف الحياتية المختلفة بشكل المناسب، وهذه المهارات كثيرة ولكن من أهمها اللباقة وحسن التصرف والتواصل الفعال، التحدث أمام الآخرين، مهارات الذكاء العاطفي، ومهارات التفكير النقدي واتخاذ القرار وغيرها من المهارات الفنية التي قد يحتاجها في إدارة شؤونه اليومية في المنزل أو المدرسة.
لذا ينصح هنا العمل على غرس هذه المهارات من خلال الممارسات اليومية في المنزل أو من خلال إلحاق الطفل بين الحين والآخر في دورات تدريبة مناسبة.
ثالثا: البرمجة الذهنية الذاتية
إن العقل الباطن وما يخزنه من تجارب ومواقف سابقة وخاصة السلبية منها هي أهم عائق أمام بناء الشخصية الواثقة الطموحة، فالرسائل التي يرسلها العقل الباطن تجعل اليافع خائف من الخروج من منطقة الراحة خوفا من الفشل، وهنا من المهم مساعدة الطفل أو اليافع على رؤية مميزاته والقدرات التي يمتلكها
لذا من المهم إذ تعرض الطفل إلى أي موقف سلبي أن نشعره بالأمان وأن التحديات واردة في الحياة، ونظهر له تفهمنا للمشاعر التي يمير بها ومن ثم محاولة تعزيز ثقته بنفسه عبر جعل الأخطاء فرصة للتعلم
コメント